الدجاج كسر آلهتنا

منذ 2003-02-04

عبد الله يروي قصة إسلامه

"جرت عادتي قبل الإسلام إذا زرت أي مدينة أو قرية ، فأول مبنى أدخله أو أبحث عنه في هذه المدينة ، دور العبادة ، معبد أو كنيسة أو أي شيء ، وشاء المولى - عز وجل - أن أدخل مسجدا جامعا ، وكان المسلمون يصلون المغرب ، فانتظرت حتى انتهوا ، ثم تقابلت مع إمام المسجد ، الذي أخذ يجتمع بالمصلين عقب الصلاة ، ودار معه نقاش هادئ وموضوعي كان بداية طريقي للدخول إلى الإسلام"

بهذه الكلمات بدأ عبد الله المهدي حديثه والذي تناول فيه قصة إسلامه ، وكيف دخل إلى هذا الدين ، وما الذي أثر فيه .

وعن نشأته وحياته قبل الإسلام يقول عبد ا لله المهدي:

اسمي قبل الإسلام ( ليوناردو فيليار ) (Villar ) وولدت في 4/12/1935م في أسرة تدين بالنصرانية وتعتنق المذهب الكاثوليكي.
ورباني في طفولتي جدي وجدتي . وكانا يؤلفانني بمذهبهما وهو عقيدة التثليث، عقيدة تقول أن النصراني ابن الله وهو الذي نعبده من دونه . فبدآ يرسلاني إلى المدرسة الإنجليزية بعد تكرار طلبي لهذا الأمر غير أني لم أنهها والحمد لله . وعمري في ذلك الوقت حوالي خمس سنوات ، ولم يقبلني مدير المدرسة في بادئ الأمر لأني صغير السن ، وقبلني أخيرا بعد أن علم علم اليقين بأني متفوق على زملائي من حيث المعلومات .

ومرة تركوني وكنت نائما في وقت القيلولة ، وباب المنزل مفتوح فدخلت الدجاج والفراخ فاستيقظت مفزوعا وأخذت منشفة أضرب بها الدجاج فطارت إلى الأصنام التي نتوجه إليها في صلاتنا فسقطت على الأرض وتحطمت ، ومن هنا اكتشفت أنها تماثيل خشب وليست بإله...
وخاطبتها : إنك خشب ولست إله كما كان يزعم آبائي ولا تستطيعين أن تعيني نفسك ، فكيف يمكن أن تعيني غيرك ، وقد صممت أن اكسرها ولكن غلبتني طفولتي وخفت أن يضربني جدي ، فأعدتها إلى مكانها ، وأخذت أفكر في أمرها ، وكنت على يقين أن هناك إله حقا خلق الكون .

وفي صباح اليوم الثاني رأيت جدي جالسا ، فجلست إلى جواره وسألته : هل هذه الأصنام إله ؟ قال : لا ، إنما جعلناها قبلة في صلاتنا وكأننا أمام الإله في أثناء صلاتنا ، فسكت ُ، ولم أستطع أن أعبر عما في نفسي .

حوار مع جدي:

- طريق الإسلام: ومتى بدأ التغير في حياتك ؟

- عبد الله: في عام 1943م قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وقع في يدي كتاب يسمونه بـ Gospel of Barnabes ( انجيل برنابس ) ، فقرأت فيه كلاما منسوبا إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيما معناه : " إنما إلهكم إلهي وربكم ربي ".
فتعجبت من هذه الكلمة لأنها تخالف تماما عقيدتنا ، وكأني لم أستطع أن أفهمه ، ولم يكن عمري في ذلك الحين يزيد عن تسع سنين.
فسألت جدي عن مقصود هذه الكلمة ، ولكنه لم يجب على سؤالي ، بل انشغل بكتاب ثم قال : لا تقرأ هذا الكتاب لأنه يضلك ويخرجك عن دينك ، وأن كاتبه ليس بنصراني ..

قلت : هل هناك دين آخر غير ديننا ؟ قال : نعم.
قلت : هل هناك إله آخر غير إلهنا ؟ قال : لا .
قلت : هل دينهم خير من ديننا ؟ قال : لا بل ديننا خير من دينهم وديننا خير من جميع الأديان .
فقلت : وكيف عرفتم ذلك ؟ قال : قد عرفت ذلك ، وإياك وقراءة هذا الكتاب ، فسكتت ولم أدر ماذا أقول .
فسألت بعد ذلك جدتي ثم أبي وأمي وأعمامي ، ولكن الجواب هو هو ، أي لا تقرأ هذا الكتاب .

فتساءلت في نفسي : ما هو السر الذي في الكتاب ؟ ولماذا كانوا يمنعونني من قراءته ؟ هل يمكن لأحد أن يقول شيئا عن دينه تكذيبا لخالقه ؟ وماذا يقع لو أقرأ الكتاب ؟ وغيرها من التساؤلات التي دارت في ذهني ، وأخيرا عزمت على قراءة الكتاب خفية في الغرفة وكررت قراءته وبدأت أبحث عن دين عيسى عليه الصلاة والسلام.

وفي سنة 1947م تركت الدراسة وصرت لا أحضر اجتماعا دينيا . وذهبت إلى بيت يوجد فيه رجل كبير السن وطلبت منه أن يروي لي قصة الأنبياء المشهورة عندهم كداود وسليمان وإبراهيم وموسى ونوح وآدم عليهم الصلاة والسلام ، وسألته بعض الأسئلة عن الدين .

وعندما علم أبي بأني قد تركت الدراسة غضب وهددني بالقتل ، وقد زاد غضبه عندما علم بأنني أصبحت لا أذهب إلى الكنيسة لصلاة يوم الأحد .

17 سنة بدون كلل

- طريق الإسلام: ولكن هل رضخت لتهديدات والدك ؟

- عبد الله: لم أتوقف عن البحث عن اليقين ، وبدأت أتنقل من مدينة لأخرى ، ومن جزيرة إلى جزيرة ، لمدة 17 سنة بدون تعب .

نقطة التحول..

- طريق الإسلام:
كيف كانت نقطة التحول ؟

- عبد الله: في سنة 1963م وصلت إلى مدينة ( ماراوي ) في ( منداناو ) جنوب الفلبين ، سكانها مسلمون. وقد جرت عادتي أنه كلما وصلت إلى مدينة ما فأول بناء أدخله يجب أن يكون معبدا ، فدخلت مسجدا جامعا ، وكان المسلمون يصلون المغرب ، فانتظرت حتى انتهوا ، ثم قابلت إمام المسجد واجتمع الناس حولنا ، قلت للإمام : ماذا فعلتم آنفا ؟ قال : نصلي . قلت : هل هذا دينكم ؟ قال : نعم . قلت : وماذا تسمون دينكم ؟ قال : الإسلام . قلت : من هو ربكم ؟ قال : الله . قلت : من نبيكم ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، فسكتُ ، لأن هذه الكلمات الثلاث " الإسلام ، الله ، محمد صلى الله عليه وسلم " أول مرة أسمعها ، وأخذت أفكر ، ثم قلت له : ماذا تقولون في المسيح ؟ قال : هو عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام وهو نبي الله . قلت : وما هو دينه ؟ قال : الإسلام . لأن كل الأنبياء كانوا يدينون بالإسلام ، ثم لاحظت أن الوقت لم يتح لنا أن نطيل الكلام وكنت غريبا في المدينة فسألته : هل عندكم كتاب يمكن أن أقرأه ؟

فأعطاني ثلاث كتب باللغة الانجليزية :
الأول : الدين الإسلام ، كتبه أحمد غلواش .
الثاني : ترجمة معاني القرآن الكريم ، ترجمة عبد الله يوسف علي .
الثالث : كتيب في العقيدة .

ثم خرجت من المسجد إلى المكان الذي أقصده ، وأخذت أقرأ الكتاب الأول بدقة لمدة عشرة أيام من أول الكتاب إلى نهايته .. ووجدت ما كنت أريده .

وأخيرا تيقنت أن دين عيسى عليه الصلاة والسلام الذي كنت أبحث عنه منذ عشرين عاما قد وجدته الآن ، وقد ذكر في الكتاب كيفية الوضوء وأركان الصلاة ، فراجعت ما فيه وأخذت أحفظه حتى أستطيع تطبيقه...

وفي صباح يوم الجمعة 24/6/1963م
جئت إلى بيت الإمام وسألته : هل يجوز لغير المسلم أن يسلم لو يشاء ؟

فقال : الإسلام ليس دينا خاصا بالمسلمين فقط ، بل هو دين البشر كافة ، وعليك أنت أن تسلم ، ثم علمني كيفية الوضوء والشهادتين ، وكيفية أداء الصلاة . وعندما انتهيت من الصلاة سألته : هل أنا الآن مسلم ؟ قال : نعم .

4 سنوات دراسية

ثم بدأت أدرس الإسلام في مدرسة إسلامية في تلك المدينة لمدة أربعة سنوات تقريبا ، ثم جئت إلى مكة المكرمة في سنة 1966م ودرست في مدرسة صولتية ، وفي آخر السنة 1967م حصلت على الإقامة لطلب العلم..

وفي سنة 1968م حصلت على منحة دراسية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة إلى سنة 1979م وتسلمت شهادة إتمام الدراسة في كلية الدعوة وأصول الدين ، ثم بعثت من قبل دار الإفتاء - قبل أن تكون وزارة - إلى ولاية ( صباح ) الماليزية ، وإلى الآن مستمر بالعمل كداعية إلى الله لأن المدعوين في حاجة ماسة لمعرفة الإسلام .

المصدر: مجلة الدعوة.. العدد 1732..
  • 6
  • 0
  • 42,809
  • نسر الإسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] الرغبة الملحة في البحث عن الحقيقة .
  • محمد الحبشي

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ويحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون بخ بخ يا اخ عيدالله فان لك الجنة انشاء الله والله تزداد قوتي وحبي لديني كلما قراءت عنة بارك الله بك اخ عبد الله وثبتك واعانك اخةتي اذاعة طريق الاسلام
  • سهير حمزة

      منذ
    [[أعجبني:]] كثيراًًًًًًًًًَََََ من الناس الذين يريدون أن يعتنقوا الإسلام يجدون مشقة وصعاب كثيرا حتى يصلوا إلى هذه النعمة وأرجو من الله و منكم أن تنشروا الإسلام فى سائر بلاد العالم. و للأسف كثيرا من المسلمين لايقدرون هذه النعمة العظيةو هذا الفضل من الله و المنة .و هذة القصة تذكرنى بقصة سيدنا إبراهيم من قول الله تعالى ٍ("قالواءأنت فعلت هذا بآلهتنايا أبراهيم*قال بل فعلة كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون* فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون*الآيات
  • zeezo_nassar

      منذ
    [[أعجبني:]] يهدى الله من يشاء و يضل من يشاء وأن تنصرو الله ينصركم.نحمد الله على نعمة الأسلام ونحمد الله أنة تفضل علينا بهذة النعمة العظية .و أن كثيراًًًًًًًًًَََََ من الناس الذين يريدون أن يعتنقو الأسلام يجدو مشقةوصعاب كثيراحتى يصلوالى هذة النعمة و للأسف كثيرا من المسلمين لايقدرون هذة النعمة العظيةو هذا الفضل من الله و المنة .و هذة القصة تذكرنى بقصة سيدنا أبراهيم من قول الله تعالى ٍ("قالواءأنت فعلت هذا بئالهتنايا أبراهيم*قال بل فعلة كبيرهم هذا فسئلوهم ان كانو ينطقون* فرجعو الى أنفسهم فقالو انكم أنتم الظالمون* ثم ناكسو على رءو سهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون*قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئا ولا يضركم*أف لكم ولنا تعبدون من دون الله أفلا تعقلون")......سورة الأنبياء [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبنى أفتراء أهل الأخ على سيدنا "عيسى"علية السلام و قال الله تعالى رداً عليهم فى سورة المائدة ("ما المسيح أبن مريم الا رسول قد خلت من قلة الرسل و أمة صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الأيت ثم انظر أنى يؤفكون")
  • عبدالعزيز نصار

      منذ
    [[أعجبني:]] كان الأخ منذ الصبى يشكّ فى دينه "النصرانية" حيث عقيدة التثليث وبدأ يفكّر فى أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما قال. وهذه القصة الرائعة ذكرتنى بقصة سيدنا إبرهيم عندما تحطمت الأصنام.وأيقن الأخ بألإسلام عرف أنة دين الحق وهكذا ينصر الله دينه. [[لم يعجبني:]] لم يعجبنى عندما سأل الأخ أقاربه عن هذا الكلام الذى لم يفهم معناه و ردوا عليه بنفس الردالذى ذكرنى بهذه الآية (لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم)و هذا يدل على مدى معجزة هذه الآية من واقع الحياة .وجزاكم الله كل الخير
  • سامح عبيد

      منذ
    [[أعجبني:]] نوع المقاله الذي يدعوا لاسلام
  • دعاء

      منذ
    [[أعجبني:]] استمرار البحث وعدم اليأس والاستسلام [[لم يعجبني:]] الأسلوب بالنسبة للأهل والمعارضة بدون توضيح الصحيح
  • أسامة

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاه الله خير وإياكم بنشر تلك القصة الرائعة إرشادا وتوعية للشباب وتحبيبه فى الإسلام
  • وليد

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني أنه باتجاهه إلى الإسلام أكّد قول نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أن الأصل فى البشر هو فطرتهم على الإسلام وأنهم لو تمعنوا وتدبروا فى أمرهم لانتهوا حتما إلى دين الإسلام.
  • سارة السيد

      منذ
    [[أعجبني:]] رحلة عبد الله في البحث عن اليقين والإيمان وأدعو الهادي أن يهدي لك أهلك ويجمعكم سويا في الجنة علي سرر موضونة و منابر من نور يغبطكم النبيون و الشهداء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً