فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ

منذ 2016-05-12

اختبار صعب و متكرر، يبتلي الله البعض بالغنى، ويبتلي البعض بالفقر؛ فتنة الغني في الغرور وظن الاستغناء عن الله والاكتفاء بما في يده عن الله ونسيان فضل الله وأياديه و نعمه.

اختبار صعب و متكرر، يبتلي الله البعض بالغنى، ويبتلي البعض بالفقر؛ فتنة الغني  في الغرور وظن الاستغناء عن الله والاكتفاء بما في يده عن الله ونسيان فضل الله وأياديه و نعمه.

والأصعب أن يرى الغني فقيراً مؤمناً فيستهزىء به بل وبالإيمان الذي وقر في قلبه لمجرد كونه فقيراً او ضعيفاً. وما أجمل أن يلتقي الغني والفقير في رحاب الله وقد عرف كل منهما فضل الله عليه وشكر أو صبر واحتسب.

تأمل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام:53].

قال السعدي في تفسيره: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} أي: هذا من ابتلاء الله لعباده، حيث جعل بعضهم غنياً؛ وبعضهم فقيرًا، وبعضهم شريفًا، وبعضهم وضيعًا، فإذا مَنَّ الله بالإيمان على الفقير أو الوضيع؛ كان ذلك محل محنة للغني والشريف فإن كان قصده الحق واتباعه، آمن وأسلم، ولم يمنعه من ذلك مشاركه الذي يراه دونه بالغنى أو الشرف، وإن لم يكن صادقا في طلب الحق، كانت هذه عقبة ترده عن اتباع الحق.

وقالوا محتقرين لمن يرونهم دونهم: {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} فمنعهم هذا من اتباع الحق، لعدم زكائهم، قال الله مجيبًا لكلامهم المتضمن الاعتراض على الله في هداية هؤلاء، وعدم هدايتهم هم. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} الذين يعرفون النعمة، ويقرون بها، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح، فيضع فضله ومنته عليهم، دون من ليس بشاكر، فإن الله تعالى حكيم، لا يضع فضله عند من ليس له بأهل، وهؤلاء المعترضون بهذا الوصف، بخلاف من مَنَّ الله عليهم بالإيمان، من الفقراء وغيرهم فإنهم هم الشاكرون.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 910

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً