المجموعة 75

أبو الهيثم محمد درويش

قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، تترك معصية الله على نورٍ من الله تخاف عقاب الله.

  • التصنيفات: تزكية النفس - أعمال أدبية -

كيف لا يزداد الإيمان بطلب العلم ومجالس العلم هي مجالس ذكر تتلي فيها آيات الله ويتعلم فيها كيف يعظم الرب ويمجد وكيف يعبد، وتدرس فيها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذه المجالس تحضرها الملائكة.


قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، تترك معصية الله على نورٍ من الله تخاف عقاب الله.


النميمة: أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم في بعض من أجل الإفساد بينهم، وهي من كبائر الذنوب، وقد كُشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن رجلين يُعذَّبان في قبورهما، وأخبر أن أحَدَهما كان يمشي بالنميمة، وذلك أنَّ بعضَ الناس والعياذُ بالله يَفتن فيكون شغوفًا بنقل الكلام، كلام الناس بعضهم لبعض، يتزين بها عند الناس، يأتي لفلان ويقول لفلان: قال فيك كذا وكذا، قد يكون صادقًا وقد يكون كاذبًا، حتى إن كان صادقًا فإنه حرام، ومن كبائر الذنوب، وقد نهى الله  تعالى أن يُطاع مثل هذا الرجل، قال تعالى : {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10 ـ11].

وقال بعض أهل العلم: مَنْ نَمَّ إليك الحديث نمَّه منك، يعني مَن نقلَ كلام الناس إليك فإنه ينقلُ كلامك أنت، فاحذره ولا تُطِعه ولا تلتفت إليه.


روى مسلم عبد الله بن مسعود أن محمدًا صلى الله عليه وسلم  قال: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» (صحيح مسلم: 2606)


حديث : «ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» . (رواه البخاري: 5318)


قال الأصمعي: وقلت لغلامٍ حدثٍ من أولاد العرب: أَيَسُرُّك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنك أحمقٌ؟! قال: لا والله، قلت: لِمَ؟ قال: أخاف أن يجني عليَّ حمقي جنايةً تذهب مالي، وتبقي عليَّ حمقي.


قال إبراهيم بن المنذر الحزاميُّ: قدم أعرابيُّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر، فأنزله، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ، وله امرأة وابنان وبنتان، قال: فقلت لامرأتي: اشوي دجاجةً، وقدميها إلينا؛ نتغدى بها، وجلسنا جميعًا ودفعنا إليه الدجاجة، فقلنا: اقسمها بيننا، نريد بذلك أن نضحك منه، قال: لا أُحْسِن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم، قلنا: نرضى، فأخذ رأس الدجاجة فقطعه، فناولنيه، وقال: الرأس للرئيس، ثم قطع الجناحين، وقال: الجناحان للابنين، ثم قطع الساقين، وقال: الساقان للابنتين، ثم قطع الزَّمِكَّى، وقال: العجز للعجوز، ثم قال: والزَّوْر للزائر، فلمَّا كان من الغد، قلت لامرأتي: اشوي لي خمس دجاجاتٍ، فلمَّا حضر الغداء، قلنا: اقسم بيننا، قال: شفعًا أو وترًا؟ قلنا: وترًا، قال: أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ثم رمى بدجاجةٍ، وقال: وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ورمى إليهما بدجاجةٍ، وقال: وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ، فأخذ الدجاجتين، فرآنا ننظر إلى دجاجتيه، فقال: لعلَّكم كرهتم قسمتي الوتر، قلنا: اقسمها شفعًا، فقبضهن إليه، ثم قال: أنت وابناك ودجاجةٌ أربعةٌ، ورمى إلينا دجاجة، ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجةٌ أربعة، ورمى إليهنَّ دجاجةٌ، ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعةٌ، وضمَّ ثلاث دجاجاتٍ، ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: الحمد لله أنت فهَّمْتَنِيهَا.

عندما كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد، فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالًا نرممها به، فأجاب: أما بعد، فقد فهمت كتابك، وما ذكرت أن مدينتكم قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصِّنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم، فإنَّه مرمَّتها والسلام.


ينبغي التفكر والتأمل، في مآلات الأحوال والنظر في العقوبات تترى على مجتمعاتنا، من تسلط الأعداء والضعف والهوان وانعدام الأمن والأمان، فقر، جوع، تشريد، تهجير، أزماتٌ اقتصاديةٌ اجتماعيةٌ سياسةٌ ثقافية، فهل من متعظ؟! وربنا يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة ولهذا يروى:  "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة "


صُنّ لسانك لا تذكر به عورة أحد، فكلك عورات وللناس ألسن، وعينك إن أبدت إليك مساوئ فصنها، وقل يا عين للناس أعين!


محبوب اليوم يعقب المكروه غدًا، و مكروه اليوم يعقب المحبوب غدًا.  ابن القيم

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام