خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن

أبو الهيثم محمد درويش

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

  • التصنيفات: التفسير -

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ} :

أولم يتفكر ناقصوا العقول من أهل الإلحاد أو منكري البعث أن من لديه القدرة على خلق كل هذا الكون بسماواته وأرضه دون اكتراث أو إعياء يملك القدرة على بعث الناس بعد موتهم .

الله تعالى على كل شيء قدير .
قال تعالى : {
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } } [الأحقاف 33]

قال ابن كثير في تفسيره :

يقول تعالى : ( {أولم يروا} ) أي : هؤلاء المنكرون للبعث يوم القيامة ، المستبعدون لقيام الأجساد يوم المعاد ( {أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن} ) أي : ولم يكرثه خلقهن ، بل قال لها : " كوني " فكانت ، بلا ممانعة ولا مخالفة ، بل طائعة مجيبة خائفة وجلة ، أفليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ؟ كما قال في الآية الأخرى : ( {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ) [ غافر : 57 ] ، ولهذا قال : ( {بلى إنه على كل شيء قدير} ) .

وقال السعدي في تفسيره:

هذا استدلال منه تعالى على الإعادة بعد الموت بما هو أبلغ منها، وهو أنه الذي خلق السماوات والأرض على عظمهما وسعتهما وإتقان خلقهما من دون أن يكترث بذلك ولم يعي بخلقهن فكيف تعجزه إعادتكم بعد موتكم وهو على كل شيء قدير؟"

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن