مذا أفعل إذا لم اتحمل طلباب الوالد

خالد عبد المنعم الرفاعي

أما عدم تحمل طلبات الوالد فلا يُبَرّر عصيانه أو عدم بره أو ترك خدمته، فحق الوالدين في المعاملة الطيبة، والصحبة الكريمة لا يسقط أبدًا، وتحت أي ظروف. فاستعن بالله تعالى، واصبر على والدك، واحتسب الأجر عند الله، وتذكرك أن بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله - عز وجل - ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة.

  • التصنيفات: الأدب مع الوالدين -
السؤال:

ماذا أفعل عند عدم تحمل مطلباب الوالدى حيث أنه مريض ؟ وما هو الصواب البر الوالدين

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن بِرّ الوالدين من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، وهو واجب في جميع الأحوال، فيجب مصاحبتُهما بالمعروف ولو كانا كافرين، قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة: 83] وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا} [النساء: 36]، وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 23-24]‏، وقال تعالى: { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14-15].

أما عدم تحمل طلبات الوالد فلا يُبَرّر عصيانه أو عدم بره أو ترك خدمته،  فحق الوالدين في المعاملة الطيبة، والصحبة الكريمة لا يسقط أبدًا، وتحت أي ظروف.

فاستعن بالله تعالى، واصبر على والدك، واحتسب الأجر عند الله، وتذكرك أن بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله - عز وجل - ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه" قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة"،  معناه ذل وخزي، لأنه لو برهما دخل الجنة.

قال النووي في "شرح مسلم" (16/ 109):
"وفيه الحث على بر الوالدين وعظم ثوابه، ومعناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك، سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة، وأرغم الله أنفه".

هذا؛ والله أعلم.