الخيانة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الموضوع خيانة الزوجة أنا متزوج منذ ٧ سنوات زواج عن قصة حب قوية وهي من اقربائي ولدينا أولاد لقد اكتشف خيانتها بجار لنا عن طريق هاتفها وهذا الجار سبق بيني وبينه مشكلة وقالت زوجته وقتها أنا حخرب بيتكم وفعلا حصل بينهما علاقة عبر الهاتف بعلم زوجته ومساعدتها  وواجهت زوجتي فور اكتشافي لهاتفها واسترجاع جميع المحادثات فاعترفت وقالت كل ما حدث وهو مطابق الرسائل التي رأيتها وطلبت مني مسامحتها وأن أتركها لتربيه الأطفال ولكني رفضت وجعلتها تذهب لبيت والدها ولا تخبر أحدا حتى نتطلق ولا أعلم كيف سيتم الطلاق وما السبب الذي سأقوله للأهل والكل يعلم أننا نحب بعض ولا توجد مشاكل بينا نهائيا أريد الإفاده بحسن التصرف جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد أحسنت بسترك على زوجتك، فالشارع الحكيم رغّب في الستر على أصحاب المعاصي؛ ففي الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة"، وفي رواية عند أحمد: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا، ستره الله في الدنيا الآخرة".

أما استمرار الحياة مع زوجتك فلا بأس إنغلَبَ على ظَنِّك صدْقُ توبتها، ورجوعها إلى رُشْدِها، وظهور آثار الاستِقامة والطاعة عليها، فالأولى لك حينئِذٍ أن تبقِيها في عصمتك، لاسيَّما إذا كان القصْدُ من ذلك مصلحة الأولاد، ولكن ينبغي عليك حينئذ مراقبتها لفترة، وتتبع تصرفاتها حتى تطمئن من أن الفساد ليس متأصلاً في نفسها، وأن ما ألمت به كان أمرًا عابرًا.

وإن غلب على ظنّك عدمُ صدق توبَتِها، فالأولى حينئذٍ أن تُطَلِّقها حفاظًا على عِرضك، حتى إن كنت تحبُّها؛ لأن مثلَها لا يُؤمَن على العرض، وحتى لا تدخل عليك في ذريتك ما ليس منه؛ فقد جاء رجلٌ لِرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو له حالَ زوجتِه، فقال: يا رسول الله، إنَّ امرأتي لا ترُدُّ يدَ لامس، وفي رواية "لا تمنع يد لامس" فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "غرّبها" أي: طلِّقها؛ رواه أبو داود والنَّسائي.

ولأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - إنَّما أباح نكاح العفائِف التي قال الله تعالى فيهم: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء/34]، وقال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِوَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَوَلاَمُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، وقال - تعالى -: {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةًوَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌوَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنِينَ} [النور: 3].

هذا؛ والله أعلم.